منتهى انجاص" باحثة فلسطينية في مجال الكيمياء تخطف الأضواء بجامعة "أولم" الألمانية
تتشابك خطواتها يومياً.. تبدأ نهارها قبل الجميع، وتنام بعد أن ترتاح جفون الكل. تحركها غريزتها لتقدّم الأحسن، وتكون رائدةً في كافة المجالات.. هي المرأة والأم والرائدة والمناضلة والمبدعة..
وبمناسبة يوم المرأة العالمي، تسلّط "شبكة العودة الإخبارية" الضوء على الشابة الفلسطينية منتهى انجاص، وهي نموذجٌ لامرأةٍ ناجحة وزوجة قديرة وباحثة مرموقة في مجال الكيمياء في ألمانيا.. تُعدّ أول فلسطينيةٍ وعربيةٍ تقف على منصة التكريم في جامعة "أولم"، إحدى أقوى الجامعات الألمانية.
بدايةً تخرّجت منتهى من برنامج البكالوريوس في الكيمياء بجامعة بيرزيت عام 2011 بتقدير امتياز، رغم أنّها كانت أماً لطفلٍ ومسؤولة عن بيتٍ وعائلة، لكنّ هذا لم يكن عائقاً أمام اسكمال درجة البكالوريوس.
ومع نجاحها وبتفوّقٍ في قسم الكيمياء، تقدمت لمنحة "الداد" الألمانية لإكمال دراساتها العليا في إحدى الجامعات الألمانية، لكنّها لم تحصل على المنحة بسبب وضعها العائلي كونها زوجة وأم! للحظة، كادت أحلام منتهى أن تتحطم! لكنّ ثقتها بنفسها دفعتها لتتقدم بطلبٍ للالتحاق ببرنامج ماجستير المواد المتقدمة في جامعة "أولم" الألمانية، فكانت النتيجة إيجابية وحصلت على القبول.
وبدعمٍ من زوجها وأهلها، غادرت منتهى فلسطين متجهةً إلى ألمانيا وهناك التحقت بجامعة أولم.. تقول منتهى لشبكة العودة الإخبارية «كانت البداية هي التحدي الأكبر! كنتُ حينها وحيدة هنا، زوجي وابني كانا لا يزالان في فلسطين، وفي الوقت ذاته كنت حاملاً في أشهري الأخيرة وأنتظر القرار النهائي لمنحة الداد، عندها يتمكن زوجي وولدي من الانضمام اليّ في ألمانيا».
ولادة وتفوّق..
وبعد أشهرٍ قليلةٍ ولدت منتهى طفلتها في الوقت الذي لا تزال فيه عائلتها في فلسطين! كان تحدياً صعباً أن تكون وحيدة ومسؤولة عن طفلة ومحاضرات خاصةً في فترة الامتحانات النهائية. وتضيف منتهى لشبكتنا «هنا لا بد أن أذكر رقيّ التعليم في ألمانيا واحترامه لي كوني أمّاً وطالبة علم. فلم يُبدِ أيّاً من المحاضرين اعتراضاً على اصطحاب طفلتي معي إلى المحاضرات، بل على العكس كانوا يشجعونني على ذلك».
استطاعت منتهى بثقتها بنفسها وبالله أن تجتاز كافة الامتحانات النهائية وبتفوق، وعلى أثره قدمت لها جامعة "أولم" منحةً دراسيةً لإكمال درجة الماجستير، وشملت المنحة زوجها وولدها حيث استطاعا الانضمام إليها في ألمانيا.
وفي بداية عام 2015 التحقت منتهى بشركةٍ ألمانيةٍ متخصصة بتكنولوجيا البطاريات عملت فيها لأشهر كمساعدة بحث في تطوير مواد فعالة لتكنولوجيا البطاريات. وفيها أيضاً أنهت أبحاثها المتعلقة برسالة الماجستير لتتمكن من الحصول على درجة الماجستير في نهاية العام ذاته.
وبعد مدّة منحتها جامعة "أولم" عقد عملٍ فيها، لتبدأ مسيرتها التعليمية نحو درجة الدكتوراه، وتبدأ العمل على أطروحتها التي تميّزت بكونها تعمل على مشروع بحثٍ يربط بين دائرتي الكيمياء الغير عضوية ودائرة الكيمياء الكهربائية وشركة Helmholtz Institute Ulm.
لتعود ذات الجامعة الألمانية وتُكرّم منتهى، قبل مدة قصيرة، بجائزة "ميليفا أينشتاين– ماريج" لعام 2017 (Mileva Einstein-Marić Prize). فقد قدّرت جامعة أولم تفوق منتهى في مجال البحث العلمي بالتوافق مع مسؤولياتها العائلية ومنحتها هذه الجائزة.
وتُعدّ منتهى أول فلسطينية وعربية تقف على منصة التكريم في جامعة أولم، التي تعدّ من أقوى الجامعات الألمانية.
المرجع: دار العودة