فن من نوع آخر… جعلها مميزة باختيارها، مستحضرات التجميل هي مادتها في الرسم، المكياج على لوحاتها لا على وجهها، علبة المكياج كل ما تحتاج لخلق لوحة فنية على ورقة ميتة.
خلود الدسوقي فلسطينية الجنسية، من قرية بَشِّيت في جنوب غرب الرملة، ولدت في السعودية عام 1992، نشأت منذ طفولتها عاشقة للفن و تحديداً موهبة الرسم، قضت كامل طفولتها في السعودية، وأنهت المرحلة الثانوية في خانيونس جنوبي قطاع غزة، حيث هي مقيمة حالياً، والتحقت بعد ذلك في جامعة الأقصى لتكمل دراستها، ووقع اختيارها على اختصاص التربية الفنية.
خلود صاحبة اللوحات الجميلة، والتي كان لموهبتها بصمة كبيرة على جدران قطاع غزة، فهذه موهبة نادرة في عالمنا العربي، ويعود الفضل لوالدها محمد الدسوقي في اكتشاف موهبة ابنته، وهي ما زالت ابنة الأربع سنوات وكان الداعم الأول لتنمية موهبتها، حيث كان يحضر لها الألوان و القصص المصورة.
وتحدثت الدسوقي كيف كان لكل سنة من حياتها تقدماً بارزاً في عالم الرسم، تحديداً في المجال الواقعي والكلاسيك والتعبيري والتجريدي والسريالي، مضيفة أنها رسمت في جميع مواد الزيت والفحم والألوان النائية والزجاج، لكنها كفنانة قررت أن يكون لها بصمة مميزة تُميزها عن غيرها، فالماكياج كان إختيارها لأنه شيء تحبه و تراه ذا قيمة أكبر في اللوحات الفنية.
شاركت الدسوقي في أكثر من ثماني عشر معرضاً، و انحصرت جميع مشاركتها داخل قطاع غزة، و من أبرز هذه المعارض "مرايا لونية"، "نصفي الثاني"، "تشرين"، "الربيع"، "العنف ضد المرأة للهيئة المستقلة"، "وزارة الأسرى"، "اللجنة الشعبية لحقوق اللاجئين"، بالإضافة إلى معرض "القدس" في الجامعة الاسلامية، و هي الآن تسعى بكل قُدُراتِها لكي يكون لها معرضاً خاصاً بها.
الدسوقي أبنة فلسطين أصلاً و جذوراً، وكانت لفلسطين الحصة الأكبر من ريشتها، إذ بدا ذلك واضحاً برسمها للعديد من الشخصيات الفلسطينية ومنها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، و مؤسس "حركة المقاومة الإسلامية حماس" الشيخ أحمد ياسين، والقائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني، و لوحات عديدة ترمز للمقاومة و لفلسطين.
و إخلاصاً لقضيتنا، سعت الدسوقي في تكريس موهبتها دفاعاً عن القضية الفلسطينية، و دفاعاً حضارياً ترنو من خلاله لمؤازرة أصحاب المواهب المهمشة، وأضافت أن شخصيتها تظهر بجوانب معينة في لوحاتها، وحتى اللوحات البعيدة عن شخصيتها تجسد بعض ما يدور بداخلها، ولمسة أناملها فوق الورق عادة ما تكون نابعة من إحساسها.
واعتبرت الدسوقي أن أبرز المشاكل التي تواجهها و تواجه هذا النوع من الفن، هو قلة اهتمام المجتمع في الفن التشكيلي، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بمادة التربية الفنية في المدارس.
وختمت الدسوقي بتمنيها على توحيد أعمال الفنانين الفلسطينين تحت إسم القضية و الشعب الفلسطيني، رغم أن حب فلسطين أكبر بكثير من أن يعبر عنه بلوحة أو قصيدة أو أنشودة، ولكن هي تستحق أن نقدم كامل مواهبنا لها.