كان طفلا صغيرا, عشق تكسير السيارات , لكن عرف كيف يعيد تركيبها بعد ذلك . هي قصة سائق سباقات الرالي الفلسطيني ابن بلدة الطيبة في منطقة تدعى المثلث , هذه البلدة التي يقطنها ما يقارب ال 40 الف مواطن , والتي اخذت رويدا رويدا تعيش حالة من الترقب من كافة القرى والمدن الفلسطينية لما قد يحققه هذا الشاب الذي فجاة شعر ان قطار التفوق قد يفوته , لكن ما ان انطلق حتى وجد نفسه يمثل الحلم الذي يامل بان يحققه كل شاب في عصرنا .. هو بطل الرالي الفلسطيني المحبوب فادي جابر , الذي قدم في العام الاخير النجاح خارج النطاق المحلي .. جابر والذي حقق ما لم يكن يحلم به وهو صغير يشعر اليوم بالندم الكبير, لانه اضاع سنوات كثيرة وهو ينتظر الانطلاق بقوة , هو انطلق بقوة وحقق الشعبية الكبيرة لكن بعد ان اختلست الحياة منه سنوات من التوقف هو نادم عليها اليوم , سنوات طويلة شارك على النطاق المحلي وهو يتمتع بقدرات عالية .. لكن فجاة ظروف الحياة قيدته , حيث منح عائلته وعمله جل اهتمامه , تاركا ما يحلم بان يمتلكه كل رياضي شاب , جانبا دون ان يجد من يذكره بان لك جمهور , كبير ينتظر منك العودة , حتى لحظة ان استفاق ذاك الجمهور من سباته , واعاده الى مسارات المنافسة , ودفعه نحو التفوق والتصدر بكل محبة وتشجيع.
في الشارع يلوحون له بيديهم وينادون اسمه , يطالبونه "خذنا معك جولة" , هو يبتسم , ويعدهم "بكل تاكيد قريبا" . شخصية يحبها الصغار والكبار , يعمل على دمج حب الناس له بعمل الخير , فيحقق للجميع الامنيات , متواضع وبسيط , قد تراه فتعجب به وهو يتكلم قبل ان تعجب به وهو يقود.
اليكم هذا اللقاء الحصري لموقع هبة بريس اعده احمد مطر مع سائق الرالي فادي جابر .
هل ما زال الطفل الصغير الذي احب السباقات يعيش في داخلك اليوم بعد ان اصبحت اب لطفلين ؟!
الطفل الذي في داخلي كبر واصبح طفلا كبيرا , اصبح اب لطفلين (3 سنوات ونصف) و(سنتين ونصف) لكنه يرافقني في حياتي , اعتمد عليه في اختيار ما يسعدني دون قيود اليوم.
في اي جيل كان اول سباق لك ؟!
كان ذلك عام 2002 , في ذلك الوقت بدات مسيرتي حيث بدات في تدرب قيادة الرالي خارج البلاد في قبرص والاردن بداية . لقد كنت اهوى سياقة السيارات , لكنني عندما بدات اتدرب على قيادة الرالي , اكتشفت ان ما كنت اعتبر نفسي به بطلا لم يكن الا حماس شباب ليس اكثر , اكتشفت انني ككل الشباب اتباهى بما لا امتلك ! , فاخبرني المدربين انني بحاجة للكثير من التدريبات والدورات لاحسن من قدراتي .
وهل حسنت من نفسك ؟
نعم , لقد استمريت في التدريب ودراسة حيثيات عالم الرالي بكل كواليسه , وحصلت على رخصة قيادة سباقات دولية كون بالساحة المحلية لم يكن هناك سباقات سيارات ولا نادي للسيارات يهتم بالشباب .
هل سباقات الرالي هي سرعة فقط ؟!
سباقات الرالي هي الوصول لاعلى سرعة ممكنة لتحقيق افضل زمن حيث تنطلق كل سيارة وحدها على المسار , لكن مع المحافظة على خط السير السليم دون اضاعة الوقت , ولاجل ذلك السائق بحاجة لتحريك وتوجيه السيارة باحكام , هو تركيز ورؤيا واسعة والتخطيط لما هو ابعد من التوقع , والانصات لما يبلغنا به الملاح المرافق , باقصى درجة من التركيز لتفادي الاخطاء. وهناك عدة انواع من سباقات الرالي.
وما هي وظيفة الشخص الذي يجلس الى جانبك تحديدا ؟!
هو يسمى "ملاح" وظيفته ان يقرا كل تفاصيل الطريق التي سجلناها قبل السباق , فلا يمكنني ان احفظ مسار السباق كونه طويل , فالملاح وظيفته ان يوجهني ويرشدني ومنحي علامات تسهل علي القيادة من ارقام واحرف ووصف لشكل الطريق , لكي لا نضيع الوقت , الملاح في السيارة وظيفته هامة , ولا يمكن الاستغناء عنه فبدونه لا يكتمل السباق.
سنوات من المشاركات , ماذا فعلت بها ؟!
بصراحة , كان يهمني تمثيل ابناء شعبي براس مرفوع , سنوات طويلة لم اكن ابحث عن مراتب ومناصب , كنت ابحث عن الاستمرارية , لكن مع الوقت والعزيمة وصلت الانتصارات. قد اكون اخطات بانني اتخذت المشاركة كاهم نقطة , دون التركيز على المراتب , لكن اعتقد ان مجرد انخراطي في هذه الرياضة كان بمثابة نجاح بالنسبة لي.
اين قدت في مشوارك الرياضي ؟
خضت الكثير من السباقات , قدت على الصعيد الفلسطيني وايضا في الداخل , الاردن , قبرص وكاتالونيا في إسبانيا. لقد بذلك مجهود كبير .. لقد تعبت جدا وحاربت حتى حققت هذه الانجازات التي اعتقد انها تشرف ابناء شعبي وعلى الصعيد العربي ككل.
ماذا تفعل قبل خوض السباق بثواني ؟!
ادعو ربي بان يحفظني سالما وبان يعيدني بكامل صحتي لعائلتي وبان يوفقني في السباق , هذه بالنسبة لي خطوة لا استغني عنها. ثم بعد ذلك اتخذ خطواتي الاولى متجها نحو خط الانطلاق.
من هم معجبينك ؟!
انهم مشجعين داعمين , من كل الاجيال كبار وصغار , من كل المهن والمناصب. من الذكور والاناث. يدعمونني وهذا الامر اثر في نفسي كثيرا فاصبحوا المحفز لي في كل سباق. مرة كان المشجعين فقط من عشاق سباقات السيارات , ولكن عندما يصبح الانجاز له قيمة وطنية , يصبح كل الناس مشجعين لك.
مشجعينك يقابلونك بالشارع , ماذا يفعلون ؟!
اما ان يتوجهوا الي بالتحية والتعبير عن محبتهم بالكلام المشجع.. واذا شعرت بانهم مترددين او يخشون مضايقتي , انا اتوجه اليهم . انا اقدر هذه المحبة , واعمل على المحافظة عليها لانها ثقة غالية.
هل تعتبر نفسك افضل سائق رالي عربي ؟!
بالتاكيد لا .. انا اعتبر نفسي سائق رالي يقود باحترافية يحتاج للمزيد والمزيد لكي يحسن من قدراته , في كل سباق اكسب المزيد من الخبرة وفي كل تدريب اكسب المزيد من الوقت على المسار , انا لست الافضل عربيا لكن افتخر بانني سائق عربي , هناك ابطال من الوطن العربي في سباقات الرالي لا يمكن مقارنتي بهم اتمنى ان احقق جزء مما فعلوا في مسيرتهم امثال محمد بن سليم وناصر العطية . وبرايي محليا هناك الكثير من الشبان الذين يمتلكون الجينات المناسبة لخوض هذه الرياضة , لكن تبقى مسالة الفرصة والارادة لها دور كبير.
هل لعائلتك دور في تقدمك ؟!
عائلتي صاحبة الفضل بعد الله سبحانه وتعالى , والدتي ووالدي دعماني بشكل كبير , وهم اصحاب فضل كبير على مسيرتي , والدتي هي صاحبة تاشيرة الدخول الى مجال سباقات الرالي هي التي شجعتني من البداية ووقفت معي وما زالت , وهي اول شخص اتحدث اليه واطمئنه على صحتي بعد كل سباق. والدي اعتبره المشجع رقم واحد لكنه يعبر عن سعادته بكل انجاز احققه بهدوء , من ناحية يريد ان احقق المزيد من التفوق , ولكنه بنظرة اخرى يسال نفسه اذا كنت محقا عندما وافق بان يخوض ابنه رياضة السيارات – الخطيرة .
وما دور زوجتك في حياتك الرياضية ؟!
زوجتي مشجعة دائمة لي قبل كل سباق تشعر بالقلق فعند اقتراب كل سباق تبدا بالتوتر , من ناحية تريدني الافضل ومن ناحية اخرى تريدني بكامل صحتي فهي تخشى ان اصاب باي مكروه اثناء السباق. لكنها تتفهم خوضي لسباقات الرالي , وبان لا شيء بامكانه ان يبعدني عنه . قبل مغادرتي المنزل قبل كل سباق تدعو لي بان يوفقني الله , وتبقى متوترة حتى لحظة اخبارها بان السباق انتهى , وقد حققت مرتبة متقدمة , فتفرح كثيرا.
وهل ترافقك زوجتك الى السباقات ؟!
في كثير من الاحيان ترافقني مع اطفالي اذا كان السباق في مناطق ليست بعيدة , لكنها تفضل بان لا تشاهدني على المسار , وانا امر بسرعة عالية . لكنها تتفهمني جيدا , ولكن انا بنفس الوقت اتفهم مخاوفها.
انت من مواليد بلدة الطيبة , حدثنا عن طفولتك ؟!
طفولتي عادية , كأي طفل يتخذ خطواته بصورة اعتيادية في الحياة , يرعاه والديه ويريدانه انجح شاب عندما يكبر. عندما كنت صغيرا لعبت بالحارة مع ابناء الجيران كرة قدم الرياضة الاكثر شعبية في طفولتي , كان المدينة التي اعيش بها بسيطة في طفولتي اتذكر تقريبا كل الناس كان يعرفون بعضهم البعض , اليوم اصبح الامر اصعب , فقد كبرت المدينة والكثافة السكانية , فاصبح لكل شخص انشغاله وعمله والبحث عن لقمة عيشه , هي مدينة جميلة عندما اخرج منها واسافر , انتظر اللحظة التي اعود بها اليها.
رغم محبتي للسيارات من جيل مبكرة , الا انني لم اكن اتوقع انني سأصبح سائقا ومتسابقا معروفا في يوم من الايام , فقط عندما انهيت دراستي الثانوية , كبر الطموح بداخلي لان افعل ذلك , اولاد صفي كانوا يضحكون عندما احدثهم عن ما اطمح اليه. سافرت الى الخارج وبدات اطور نفسي. تركت خلفي تساؤلات كثيرة لدى كل من يعرفني فقالوا " حماس شباب ليس اكثر" , لكن عندما حصلت على كل الامور اللازمة , التصاريخ والرخص للقيادة دوليا , شعرت بسعادة كبيرة . قبل اول سباق في حياتي , وفي حفل خاص اعد قبل انطلاقي في قرية اسمها عرعرة , اكثر من 10000 شخص وصلوا ليشجعوني , ويحثوني نحو الانتصار. لقد انفعلت كثيرا في ذلك اليوم , لم اكن اتوقع بان احصل على هذا التشجيع.
واليوم ماذا يفعل زملاءك بعد سنوات طويلة ؟!
اليوم وبعد سنوات طويلة , يقابلونني ويذكروني بايام زمان ويحدثوني بانفعال كيف يشعرون عندما يشاهدونني اثناء السباقات . ما اريد ان اقوله ان علينا ان نؤمن بما نريد ان نحققه وان لا نستسلم , فاذا كان ثمة شيء صعبا على غيرك تحقيقه , فبارادتك القوية تستطيع ان تفعله انت. دائما كان لدي مراحل متعبة , لكنني لم اقف مكتوف اليدين , لكل مرحلة كان لدي الحل .
متى كنت اقوى اليوم ام في الماضي ؟!
دائما الانسان يمتلك القوة ولكنها تبقى نسبية , في الماضي في صغري كنت شاب حالم يأمل بان يصل بعيدا , كان لدي القوة لكن كان لدي الاحباط ايضا في بعض الاحيان,لذلك كنت اشعر بالضعف في بعض الفترات , لكن المواصلة والاصرار وارتباطي بما اريد ان احققه , دفعاني لتحقيق ذلك , واليوم اشعر انني انسان قوي وذكي جدا , يعرف كيف يحسب الامور متى يبدا ومتى ينهي , يحسن التعامل مع كل شيء بصبر وحكمة.
في الطيبة اليوم او في كافة البلدات ككل , كيف يقيمون انجازاتك ؟!
اعتقد ان كل شخص في مدينتي يعتبر هذه الانجازات هي اضافة لبلدنا الحبيب , فعندما التقي بالناس في مدينتي اسمع كلامهم وتشجيعهم وايضا على صعيد البلدات العربية الحمد لله اتلقى دعم كبير من الناس في كل مكان , المحبة التي تحيطني تزيد قوتي. بالنسبة لي الرياضة لغة تحارب العنف وتدعو للتنافس الشريف والتسامح. الرياضة هي رسالة لها معانيها الهادفة.
هل ستوافق بان يخوض ابنك (ابن العامين ونصف) سباقات السيارات , خاصة وانك بدات ذلك متاخر نسبيا , اما ابنك فبامكانه ان يفعل ذلك من جيل صغير ؟
هذا الامر متعلق بهواياته , اذا وجدت انه يهوى هذه الرياضة , دون ان اجبره او اوجهه بصورة متعمدة , فسوف اساعده للتقدم , لكنني لن اضغط عليه ولا باي شكل من الاشكال , سوف اجعله يعيش طفولته كما يراها , علما بانه يتاثر مني , واراه احيانا صورة طبق الاصل عني لكن على شكل طفل.
توقفت لسنوات عن سباقات السيارات , ثم عدت وبقوة , ما السبب ؟!
صحيح , سبب توقفي هو ارتباطات اجتماعية وعملية اخذت كل وقتي , زواجي ثم عندما ولد ابنائي , وايضا عملي , كل هذا اخذ الكثير من وقتي, لكن الضغط الكبير من المشجعين اعادني وبقوة كانوا يسألونني "اين اختفيت فجاة؟", ثم عدت الى سباقات الرالي بعد تعاقدي مع شركة سباركو التي تدير كل سباقاتي , عدت بنشاط كبير , واستطعت ان اقف في المقدمة في سباقات الرالي خلال فترة زمنية ليست كبيرة نسبيا , وامل بان استمر في ذلك .
هل انت نادم على التوقف لمدة ؟!
نادم نوعا ما . باعتقادي كان بامكاني ان انظم اموري بصورة افضل , اشعر بانني اضعت سنوات كنت سأصل معها لنقطة ابعد مما وصلت اليه اليوم , كنت سأنخرط دوليا بصورة افضل , علما بان الوصول لمنصة دولية ليس امر سهل , وانا سعيد بانني فعلت ذلك. لكن من ناحية اخرى , تقف عائلتي زوجتي وابنائي في راس السلم لدي ثم بعد ذلك تاتي سائر الامور الاخرى. وحتى ان تطلب الامر بان اتوقف لاجلهم مرة اخرى اعتقد بدون تردد سأفعل.
في قبرص منذ مدة قصيرة قدمت اداء كبير وحملت كأس ادخل الفرحة لقلبك ؟!
مشاركتي في قبرص كانت صعبة في محافظة فامجوستا , امام سائقين لهم انجازات عالمية , شعرت بالضغط الشديد مع العلم ان طاقم الفريق قام بتهيئة كل الظروف لاكون باحسن حال لتقديم افضل اداء , في الجولة الاولى والثانية قدمت اداء متوسط , في الجولة الثالثة اكتسبت ثقة كبيرة , حسنت كثيرا في الوقت الذي حققته. لقد عدت الى بلادي حاملا الكأس , اهديته لكل من شجعني ووقف الى جانبي.
وفي السباق الاخير الذي شاركت به اي مرتبة حققت ؟!
لقد حققت المرتبة الثانية , وشاركت وانا صائم كوننا كنا في شهر رمضان المبارك . واصبت بوعكة صحية بعد الجولة الاولى , ورغم انني كنت في الجولة الاولى في مراتب متاخرة , الا انني في الجولة الثالثة قفزت للمرتبة الثانية , لم اكن اتوقع ذلك , لكن توكلت على الله , فكتب لي ان اصعد درج التتويج واحصد كأس المرتبة الثانية في بطولة تدعى بطولة "تدهار" في منطقة تدعى النقب.
هل ستواصل الانتصارات ؟!
ان شاء الله , هذا الامر يعود الى التدريبات والى الاستعداد لكل سباق , انا امل بان ابقى بهذا المستوى , اتمنى حصد بطولات في الرالي , لكنني اخذ بعين الاعتبار ان طموحي له منافسين , لذلك علي ان ابذل المجهود على الاقل لكي احافظ على لياقتي وعلى المستوى الذي وصلت اليه.
تحظى بشعبية كبيرة , ما السبب ؟!
اعتقد ان شعبيتي قبل ان تنبع من انجازاتي في سباقات الرالي هي اولا من تعاملي وتقديري للناس. فمها ارتفع سلم التفوق والتقدم في سباقات الرالي , ابقى واحد من هذا الشعب احترم الصغير والكبير.
لحظة لن تنساها وسترافقك دائما في مشوارك الرياضي ؟!
واجهت الكثير من المواقف في مسيرتي , منها المؤثرة مثل لحظة ان دعتني عائلة لزيارتهم في بيتهم , لمفاجاة ابنهم المريض, فوجدت في غرفته, صوري واخباري يجمعها ويحتفظ بها في غرفته , لقد تاثرت من هذا الشيء . ان يتعلق بك شخص لهذه الدرجة . احب اسعاد الاخرين.
وماذا بالنسبة لكونك اول سائق سباق فلسطيني محترف ,وصاحب اول انطلاقة تاريخية في سباق الفلسطيني , حدثنا عن ذلك ..
نعم هذه كانت احد اللحظات المؤثرة في حياتي الرياضية , في اول سباق يقام في فالفلسطين وبالتحديد في رام الله، دعيت من قبل السيد خالد قدورة مدير اتحاد رياضة السيارات والدراجات النارية في فلسطين , حيث عقدنا اجتماعا في فندق بالقدس بداية ثم اخبرني , بانني سوف اكون اول منطلق فلسطيني في سباق يقام في رام الله . كان هذا بالنسبة لي شعور غريب , حينها عرفت بانني اقدم شيء كبير , يستحق مثل هذا الاهتمام. وفعلا لحظة الانطلاق من على المنصة الخاصة امام الالاف من المشجعين , كانت بالنسبة لي لحظة تاريخية لن تغيب عني ابدا , هذا كان شرف لي , وهذه ثقة اشكرهم عليها.
وماذا يتمنى فادي جابر في هذه اللحظة ؟!
اتمنى بان يمدني الله بالصحة والعافية انا وعائلتي , وبان يعطني مزيد من القوة لاقدم المزيد في سباقات الرالي , اتمنى هداة البال لنفسي ولكل الناس , التوفيق والنجاح , وان يكون لي نصيب في المشاركة في رالي قطر ودبي.
عندما ترى كل هذا الترقب من الناس بماذا تشعر ؟!
اشعر بانني اريد ان اجلس الان في السيارة اشغل المحرك واذهب بها لاتسلق اعلى جبل في العالم . شعور لا يوصف , ترقب الناس ومتابعتهم محفز كبير لي.
بماذا كنت تشعر عندما كنت تفشل بالوقوف بين المراتب الثلاث الاولى ؟!
كنت دائما مرفوع الراس , انسان متقبل لاي نتيجة. لكن كنت اصاب بخيبة امل من نفسي احيانا , فاحاول دراسة اخطائي وتصحيحها من خلال التدريبات . وعندما كنت استحق مراتب متقدمة والحظ يعيدني للخلف , كنت اتالم كثيرا , لكنني لا استسلم.
وعندما كنت تقف بين المراتب الثلاث الاولى , بماذا كنت تشعر ؟!
يبتسم فادي .. ويقول : "تماما مثل الطفل الصغير الذي يتذوق طعم الشوكلاطة لاول مرة. مؤكد لن يكتفي بقطعة واحدة , اليس كذلك؟".
المرجع:
https://www.maghress.com/hibapress/108434