أحمد دنان
يسطّر المبدعون الفلسطينيّون ابداعاتهم بِكلمة او صورة، وهناك من يسطّرون ابداعاتهم بِريشةٍ والوان مفرغين طاقتهم الابداعيّة على لوحةٍ بيضاء تتحول في بضعة ايّام الى لوحة فنيّة تختبئ خلفها الف قصة ورواية. عندما تدخل الى اعماق الشّعب الفلسطينيّ تجد كمًا هائلًا من المبدعين وكل مبدع يقاوم بطريقته الخاصّة، على الرّغم من المعاناة واللّجوء، الاّ ان هناك كوادرًا علميّة وابداعيّة تتحدّى كل المعاناة محوّلين من شهاداتهم او مواهبهم لوحات وكلمات اقوى من الرّصاص في وجه العدو.
من احشاء المعاناة ولد الفنّ والابداع ليكبر ويحقّق اعلى درجات التميّز في سبيل قضيّة تستحق ان يراها العالم أجمع في لوحة تُترجم المأساة كما هي، وهذا ما فعله بِريشته الفنّان الفلسطينيّ "أحمد الدنان" حيث نقلنا بِلوحاته الى فلسطين مؤكّدًا لنا من خلالها ان القضيّة مازالت حيّة في قلب كل فلسطينيّ.
وفي مقابلة خاصّة أجراها موقع عيون صيدا مع الفنان أحمد الدنان خلال افتتاح معرضه الثّاني "على عتبة الدار" برعاية جمعيّة تواصل و ذلك في مركز معروف سعد الثّقافي في مدينة صيدا، قال لنا الدنان: ان فكرة المعرض استوحيتها عقب متابعتي الدّائمة للاخبار ومشاهدة الاطفال اللاّجئين والمشتّتين، فوضعهم جدًا سيّئ، لا حقوق ولا حياة لائقة، رأيت في عيونهم الأمل والفرح رغم كل معاناتهم، لذلك اخترت ان اقدم لهم دعما معنويا وفنيّا من خلال لوحات تُعرض في كل زمان ومكان".
يتألف المعرض من ثلاثة عشر لوحة واربعة رسومات لاطفال لاجئين من جنسيّات عدّة، استغرق العمل بهم قرابة الستّة أشهر بِشكلٍ متواصل، التقط الصور الاساسيّة التي رسمها الدنان كل من المصورين الثلاثة حسام سالم من مدينة غزّة وراتب الصفدي ومحمد عوض من لبنان، ارتكز اهتمام الدنان في رسوماته على اتّباع المدرسة الواقعيّة لانها تقوم بتصوير الأشخاص و الواقع كما هو و نقل كل ما تراه أعين الفنّان.
وفي ختام مقابلتنا مع الدنان أهدى نجاحه الى الاسرى الفلسطينيّين، مؤكّدًا ان صبرهم على ظلم السجان هو بحد ذاته أكبر انتصار، وشدّد الدنان انه كان ولايزال حُلمه الرّسم على جدران فلسطين.
وينحدر أحمد الدنان من مدينة صفد شمال فلسطين المحتلّة، ولد في مدينة صيدا جنوب لبنان عام 1986، نشأ منذ طفولته عاشقا للفن وتحديدا الرّسم، أنهى مرحلته الثانويّة في ثانويّة بيسان التابعة لوكالة الأونروا في مخيّم عين الحلوة و إلتحق بعد ذلك بالجامعة اللبنانيّة الدوليّة ليكمل دراسته، فكان أمامه خيارات عدة في مجال الفن فوقع اختيار أحمد على اختصاص الجرافيك ديزاين، و بعد تخرّجه بشهادة الإجازة، يطمح أحمد الآن لمتابعة الماجستير خارج لبنان في اختصاص الفنون التشكيليّة.
اذًا اعتدنا من خلال المعارض التي يقدّمها الفنان الفلسطيني احمد الدنان الملقب بـِ "دافنشي فلسطين"،أن يأخذ خيالنا من خلال بصمته السحريّة ليذكرنا بأهميّة القضيّة الفلسطينيّة والقضايا الانسانيّة في حياتنا.
فاطمة المجذوب