الاسم :طارق بكري
الجنسية:فلسطيني
الدراسة:مهندس
المهنة:مؤرخ وموثق
اللقب:ملاك القدس
هذه النبذة التعريفية لا تفي طارق حقه...فالحديث هنا عن شخص فذ..عن إنسان أنيق .فالأناقة عند طارق بكري روحانية ..هي أناقة الجوهر قبل المظهر....ونور داخلي ينعكس على الشكل الخارجي فيزيده نورا..
استحوذت فلسطين بحاراتها وبيوتها على عقله وقلبه ..آلمه أن يرى الكثير منهم يتوق لحفنة ترابٍ أو مرآى بيتٍ آوى أجداده أو كان شاهدا على طفولة وأدت..هُجِّروا من الأوطان وانمحت آثار البيوت ودمعت العين وناحت الأحزان ورفرف الحب على أطلال الذكريات
صدفة أحدثت تغييرا في مسار حياة طارق...جعلته يسعى خلف الذكريات..من هاهنا صورة ومن هاهناك طيف ذاكرة أو شوق طفل ناهز التسعين ليحمل لافتة "كنا وما زلنا"...يغوص فيها بين الأحجار وخلف الآبار وبين أطلال الجيران مثبتاً أننا كنّا هنا وما زالت آثارنا وشواهدنا هاهنا...نحن الماضي ونحن الحاضر ولن نكون إلا هنا...فهاهنا فلسطين وهاهنا موطننا وأرضنا وعرضنا وتراث أجدادنا وعبق الحاضر والماضي...
من استطاع المجيء لفلسطين ممن هجروا منها أيام النكبة أو من أحفادهم ممن حملوا جوازا أجنبيا استعانوا بطارق ليأخذهم إلى قراهم ليس في جعبتهم إلا صورة مهترئة أو ذكرى طيف بيت ووري الثرى...وجد طارق كثيرا من البيوت ما زالت كما هي في عنفوانها وشموخها إلا أن غبرة السنين ويد المحتل قد أعاثت فيها فسادا فسكنها يهود أتوا لفلسطين من سائر البلاد فاحتلوا الارض وسكنوا بيوت أصحابها وهم لا يعرفون من الفلسطيني غير انه ربما مرّ من هنا يوما ما..
ابتهجوا كما ابتهج طارق بتتبع أثر تلك الذكريات من قرى دُمِّرَتْ واستبيحت حتى أن أحد أولئك اليهود قد قال إن الدار التي أعطيت له لم يغير فيها شيئا فالبرواز ما زال كما هو ولكن الصورة تغيرت ..من صورة ساكنها الفلسطيني إلى صورة محتلها اليهودي...هكذا هوالأمر عندهم بسيط كبساطة الصورة في برواز
ناهيك عن قصة حليمة خداش التي يبعد بيتها عن قريتها المهجرة مسافة ٤٥ دقيقة ولا تستطيع الوصول بسبب الحواجز والإجراءات المجحفة بحق الفلسطينيين..ما إن أخذها طارق وابن أخيها إلى قريتها حتى تشبثت بترابها ورفضت العودة محتضنة تراب أجدادها ورائحة مسك تفوح من بين جنباتها...
استطاع العملاق طارق بكري العثور على شواهد لجنود أردنيين استشهدوا في فلسطين وكانوافي عداد المفقودين الذين اعتصر الحزن قلوب أهاليهم فلا رُفات ولا قبور تضمهم فكانت الفرحة بهذا الإكتشاف أن برد الدمع فشهيد فلسطين مدفون في أرض يحبها وتحبه...
الحديث عن جهود وإنجازات طارق بكري يطول ولا يُمَل فكل الشكر لهكذا فلسطيني وكل الإحترام والتبجيل لهكذا مُوَثِّق
أنقل بعضاً مما كتبه الكاتب زياد خداش"والذي لقبه بملاك القدس عن الجميل طارق بكري...
طارق البكري - مـــلاك الـــقـــدس
قالت لي صديقة مقدسية مرة، اذا أردت أن تعرف أي شيء عن القدس فاتصل بطارق البكري، عرفت فيما بعد أن طارق مهندس حاسوب مقدسي شاب له وظيفة واحدة في الحياة هي: مقاومة أي أثر صهيوني يحاول خطف رائحة الأماكن المقدسية وإلصاق رائحته محلها، تعريف القدس على ذاتها المسروقة المدمرة وإعادة ثقتها بإمكانية عودة وجهها لها، استقبال أطفال غزة الجرحى، والترفيه عنهم، وإعطاؤهم إحساسا شاهقا بالتواجد في البيت، والإمساك بيد تائهي وعشاق المدينة المنفيين والتجوال معهم في الجسد الكوني العظيم، وإيصالهم الى حيث بزغت وجوه آبائهم أو شهقت أرواح أجدادهم
اتصلوا بهذا الشاب المهندس اللطيف، إن ضللتم الطرق في البحث عن بيت قديم لكم، ضاع في زحمة الجريمة المعمارية الصهيونية المستمرة، طارق ينتظركم أيها الأحفاد المنبهرون على أحر من أنفاسكم المتعبة التي هلكت وهي تحلم بالمكان الأول الذي حدثكم عنه الجد العظيم المنفي وهو يحتضر:
لنا بيت في البقعة لا تنسوه.
وللحديث بقية ما دام هناك طارق وما دامت هناك مبادرته "كنا وما زلنا"
للحديث الكامل:
https://www.youtube.com/watch?v=WY-jfPirYjI&list=PLqtqah-X0zM4LDms8L-oKNX7XF2wUClC0&index=13