من هنا ابتدأت قصتي منذ فشلي في الثانوية العامة ولا أخجل من ذلك فلكل شخص منا في حياته نقطة تحول ومن هنا كانت البداية.. في مجتمعنا الثانوية العامة شهادة مصيرية تنقلنا لأول السلم في الحياة، ويبدأ الشخص بعدها في الدخول بمرحلة النضوج والعمل على صقل الشخصية والموهبه.. فشلت ورسبت في خمس مواد علمية رغم كل الضغوطات التي تعرضت لها إلا أنني لم أتوقف، لم يقبلني معهد للدروس الخصوصية بحجة أني فشلت في جميع المواد العلمية فلم لا أغير تخصصي؟؟.. أغلقت أذني وبدأت بتحديد مشكلتي ووضع حد لكل الكلام الهادم للأمل والطموح، بدأت بالدراسة وحدي مع القليل من مساعدة أمي، سجلت في معهد تدريب مهني أوخذت فيه دورة "جرفك ديزاين" وسجلت في وزارة التربية والتعليم المواد التي رسبت فيها لأعيدها، وبدأت بتغذية عقلي والاطلاع على كل ما يخص المواد وماقد يساعدني في ذلك، وفي أوقات فراغي أطالع بعض الروايات رغم أني كنت أكره القراءة، لكن عندما وجدت بعض الكتب التي قد تتحدث عما أمر به أو تعبر عما في داخلي، أحببت أن أبدأ بالبحث عن طريقة لأعبر فيها عن ذاتي كما يفعل كتاب الروايات، ولم أجد سوى الرسم وسيلة لذلك، أتذكر أول مرة حاولت فيها أن أرسم كانت زهرة شجرة اللوز الوردية.. كيف قطفتها وقطعت أوراقها لأتأمل كيفية تركيبها.. وبعدها بدأت أحدد بعض الجمل التي تحدثت عني وأبحث عن طريقة كيف أحول هذا النص الجامد لرسمة مليئة بالحياة.. أكملت دراستي وتفوقت وحصلت على شهادة تقدير من جمعية المصممين الأردنية على عملي، أكملت بكالوريوس لغة عربية وبدأت أربط الرسم بالقراءة والروايات، كنت منظمة لبعض المبادرات في جامعتي ومن هنا جاء الإلهام، أكثر مبادرة لمست قلبي كانت تلك التي أقمتها أنا وفريقي في مستشفى الحسين للسرطان، فرحة الأطفال لاتبرح ذاكرتي.. وأصبحت معلمة لغة عربية أحكي قصتي لطلابي وطالباتي لعلي أن أغدو مصدر إلهام لهم.. ومن هنا انطلقت في الرسم، حظيت لوحاتي ببعض المساعدة من معهد ليلك وساهموا في وضعنا على السلم الفني، شاركت في أول معرض في أكاديمية الدكتور طلال أبو غزالة باسم وجوه 3 وها أنا أختتم سنة 2019 ومشاركتي في معرض وجوه 4 في القصر الثقافي الملكي بحضور الداعم الرسمي للمعرض الدكتور طلال أبو غزالة.. وها انا أحكي قصتي وأتمنى أن أجد منصة تدعم قصصنا لأن طموحي لم ينتهي بعد.. وشكرا