بعد ان خاض الفنان التشكيلي هشام شديفات تجربة رسمة بحثال القهوة التي تحاكي وجوها ارتسمت بحب الوطن، هاهو الفنان ينشر تجربته الجديدة واعماله الفنية المستوحاة من اسلاك معدنية ونحاسية مستخرجة من الاجهزة الكهربائية المتعطلة نشرها في الوسط الفني الاردني وخارجه عبر هذه الاعمال الفنية التي يركز فيها الفنان على أدق التفاصيل لتروي الصورة قصصاً وحكايات بعد ان رسم سابقا لوحاته ببقايا القهوة، وبانه عادة ما يلجأ أي رسام إلى القماش لتفريغ إبداعه، لكن المهندس الروماني أيوانا فانس، اختار شيئا أخر ليرسم عليه، هو الملاعق الفضية، فيما تجربتي الفنية الجديدة بعد رسمي ببقايا القهوة سابقا هي تجربة جديدة تنتمى الى اعادة التدوير من الاسلاك الكهربائية المعطلة.
بسلك واحد
ولفت الفنان الشديفات بدأت هذه المجسمات بسلك واحد اشبه بالحكاية التي تبدأ بسيطة وتتعقد، وبهذه العقدة يتشكل مجسم من الاسلاك الغامضة التي تحكي قصتها بمجرد النظر اليها، حيث لا نعرف من اين بدء العمل بها واين انتهى؛ هكذا يكون رأي المشاهد لهذه الاعمال الفنية، ولفت الفنان الشديفات: تنوعت مواضيع هذا المجسمات بين الواقعية والتراثية والتجريدية، ومرونة هذه الاسلاك جعلت من القضايا التي نراها في حياتنا اليومية مجسدة لتبقى محط الانظار وليس مجرد قصة عابرة، كما استخدم في هذه الاعمال الاسلاك المعدنية والنحاسية بالوان مختلفة ليكون العمل الفني هذا مستحدثا في مجاله من الفنون، معتبراً أسلوب الرسم بالاسلاك أسلوباً جديداً لديه، إذ كان اهتمامه منذ الطفولة برسم الصور الشخصية أو البورتريه، ليخرج من بعد ذلك على اللوحات الصامتة إلى لوحات تحمل مواضيع متنوعة ذات مشاهد حسية تفوح بالمشاعر الإنسانية.
*طريق مختلف.
ونوه الشديفات إن سبب اختياره الرسم بالقهوة سابقا أتى رغبة منه بأن يسلك طريقاً مختلفاً عن الرسم العادي أو المتعارف عليه بين الفنانين، مشيراً إلى أنه بدأ بهذا المجال منذ 15 عاما ، فيما اللوحات المتنوعة حملت رسومات تعبيرية ورمزية، إضافة إلى الواقعية منها ورغم تنوع مواضيعها ، إلا أن العامل المشترك بينها هو القهوة التي انغمست بملامح الزمن الماضي والحاضر، فشكلت لوحات ذات طابع فريد يسهل على المتلقي فهمها والوصول إلى مغزاها، مستخدماً بقايا القهوة الصلبة في قاع الفنجان للإعلان عن ولادة لوحة فنية جديدة، تختلط فيها رائحة البن العربي الأصيل مع ما تشاهده عيناك من معانٍ تبرز في قلب اللوحة الفنية؛ لكن عشق الشديفات للقهوة وحبه لها ذهبت به لأبعد من شربها، بل جعلت منه رساماً ماهرا، حيث حوّل القهوة إلى ألوان يرسم بها بورتريهات لشخصيات ورموز عربية، ناهيك عن رسمه مدنا تحظى باهتمام كبير في العالمين العربي والإسلامي مثل القدس ، بالإضافة لمواضيع أخرى لا تقل أهمية.
ولفت الشديفات إلى أن القدس وبعض الشخصيات العربية ومعالم وحضارات عربية عنونت لوحاته الفنية التي ركز فيها الفنان على أدق التفاصيل لتروي الصورة قصصاً وحكايات رغم صمتها وعبق رائحتها التي تنتشر في زوايا المكان، فيما أنه يسعى إلى نشر أساليب مبتكرة في رسم اللوحات وتوسيع نطاق هذا العمل بصمت مغلّباً النوع على الكم، وبأنه أصرّ على التميز في لوحاته، ليس فقط باستخدام القهوة كخامة للرسم، بل بلغ إبداعه حدودا أبعد، حيث استخدم كل درجات ألوان القهوة البني في رسم بورتريهات وغيرها من المواضيع، مؤكداً أن القهوة هي بمثابة موروث شعبي وهي قريبة من القلب.
واعتبر أن كل شخص تذوق القهوة لابد أن يتذوق معاني لوحاته التي تزين جدران بيته المتواضع، فيما يبقى هذا الفن الفريد الذي يحوّل مشروب القهوة إلى صور فنية يختلط فيها حالة الإبداع والحداثة التي تلفت النظر لرواد ومحبي هذه اللوحات التي خرجت عن إطار مألوف الفن والرسم بالألوان.
يذكر أن شديفات، من مواليد المفرق 1966، وعنون معرضه الأول بعنوان (أنا وقهوتي)، حيث دخلت القهوة لترسم الوجوه ورموز الموروث الشعبي وعدداً من اللوحات التشكيلية التعبيرية، والفنان الشديفات عمل على مدار خمسة عشر عاماً على تطوير فن القهوة حتى اصبح يحاكي الحواس وينشطها ويجعلها تعكس ما يجول بخاطر الفنان من مشاعر واحساس مرتبطة بالموروث العربي الاصيل الذي ينتمي له الفنان، وإنّ تقنيةً جديدةً في اشتغالاته تمثلت بإدخال المجسمات المصنوعة من السلك، وهي مجسمات اعتبرها مميزة؛ لأنها تحاكي مواضيع مختلفة من واقع الحياة ومجسّدة بطريقة تشدّ الحضور لتتبع بداية السلك وهذا المجسم الجديد، فيما يرسم شديفات بتقنية اللون الواحد وهي الرسم باللون الأبيض على خلفية سوداء، وقد شارك الفنان شديفات في العديد من الفعاليات التي أقامتها وزارة الثقافة وكان آخرها بالنسبة له في جرش مدينة الثقافة الأردنية 2015، كما شارك الفنان كذلك في معرض أقيم مؤخراً في معرض بيت الشعر العربي في المفرق، واشتمل على صور للقدس وقبة الصخرة وعمان والوجوه والشخصيات، وهو مشارك في العديد من المعارض مثل المركز الثقافي الملكي سنة 1996 ، مهرجان الشمال للفنون التشكيلية / جامعة اليرموك سنة 1995، فعاليات المفرق الثقافي في مجال الفن التشكيلي / المركز الثقافي الملكي 1996، مهرجان الفدين للثقافة والفنون جامعة ال البيت سنة 1995، وقد قام على التعليم والتدريب واعطاء دورات الفن التشكيلي في عدة مراكز شبابية، كما أنه حاصل على شهادات تقدير في مجال الفن التشكيلي من المركز الثقافي.
جريدة الدستور الأردنية