الفنان التشكيلي الفلسطيني ( عبد الرحيم واكد أبو عقلين) من مواليد قطاع غزة عام 1945، تخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة ، وحصل على دبلوم الدراسات الفنية عام 1969، أقام مجموعة معارض فنية فردية وجماعية في مجموعة من الدول العربية لاسيما سورية والأردن والسعودية ومصر. عمل في سلك التعليم وتدريس الفنون الجميلة، والإخراج الصحفي، وحاصل على مجموعة الجوائز الفنية وشهادات التكريم، وهو عضو مؤسس لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بالقاهرة، والنادي الأدبي بمدينة الطائف السعودية.
لوحاته في بداية الطريق الفني التشكيلي فيها فيض سردي من الدراسات الفنية التشكيلية المدرسية كمشاريع متصلة بالتخرج، وتُظهر مقدرة الفنان على تصوير مشاهد متنوعة من الريف المصري، سواء في مناظر الطبيعة والكائنات الحية والإنسان، المتواجدة داخل أروقة المساحات المسرودة، بحس تعبيري أكاديمي ولمسة واقعية مكشوفة لعين المتلقي وبصيرته، غايتها إظهار كفايته الشخصية وتتويجاُ لما تلقاه من تعلم ودربة وخصوصية البحث والتجريب.
بينما لوحاته التصويرية بعد التخرج الأكاديمي، معنية جملة تفصيلا بالقضية الفلسطينية، مثقلة بذاكرة المكان الفلسطيني، ومحمولة بهموم الشعب العربي الفلسطيني المفرحة القليلة والحزينة المقيمة، والمنحازة في جميع الأحوال إلى خيارها الوجودي المقاوم، على طريقة وأسلوب الفنان في معالجته مواضيعه التشكيلية، والكيفية التي يصوغ فيها مفرداته وعناصره وجمله الشكلية. ولا تُغادر مخدعها الأكاديمي الأول في أثناء دراسته في جامعة القاهرة.
لوحات مثقلة بالحيوية والحركة السردية، وكثافة العناصر والأماكن والشخوص الدائرة في متن المساحات الشكلية الموصوفة، التي تدخل في صلب القضية الفلسطينية ومعاناة شعبها، كذاكرة بصرية موثقة وشارحة ، ومشاركة في عملية الصراع الثقافي مع العدو الصهيوني البغيض، تأخذ حيز المحاكاة للوقائع اليومية الفلسطينية، وترجمة تعبيرية لمواقف الثورة والانتفاضات، والإقدام الموصولة بدروب الطمأنينة والأمل.
بيوت المخيم الفلسطيني وناسه البسطاء الطيبين هي المادة البصرية الحيوية التي أمدته بمساحة التأليف والخبرة السردية، والمقدرة الفنية على توظيف فعّال لحياة الناس اليومية في مضامين لوحاته، وتشرح حقيقة وجودهم وطبيعة علاقاتهم الاجتماعية وتضامنهم مشاعرهم، وتوحد مسارات مساراتهم ومصابهم، وملامح أقدارهم في خوض يوميات الصراع الدموي ومع الكيان الصهيوني. يدخل في بنيتها السردية مواهب الفنان ومقدرته على التعبير والتوصيل بالخط واللون والفكرة المعبرة.
لوحات عنوانها المقاومة، المرسومة على ملامح الوجوه الفتية ومن جميع الفئات والأجناس والأعمار، وملوناتها موصوفة بدرجات لونية متجانسة ومتكافئة حدة توافقاً وتناقضاُ في أن معاً، تدخل مساحة الواقعية التعبيرية، وتفتح المجال لتوليفات المساحة التجريدية المتناثرة في الخلفيات، والتي تشكل حاضنة مناسبة لتوازن العناصر الأساسية المرصوفة في محتويات كل لوحة من لوحاته.
وحضور الموروث الشعبي الفلسطيني في لوحاته جلياً واضحاً في كثير من سردياته البصرية، يدرجها تقاسيم تراثية موصولة بغنائية الفكرة وتعبيرية الوصف التقني القائم على التجريد في كثير من تفاصيل اللوحات، تظهر وجوه النسوة وملامحهم وثيابهم الموشاة بالرموز والزخارف وتنويعات شكلية مليئة بالحكايات، ومدرجات الأساطير المحكية والمتوارثة عبر مدارات السنين، كدلالة حسيّة واقعية ورمزية عن حقيقة الوجود الفلسطيني والتاريخ والشعب الذي يمتلك الأرض والحقوق.
المصدر:
https://bit.ly/3c2LG3o