فتاة فلسطينية كان لاسمها نصيب من موهبتها الجميلة، في رسم لوحات ومجسمات فنية في غاية الابداع.
رنا الرملاوي"24عاما" فنانة بامتياز، بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة لم تجد أدوات للرسم غير الرمل لترسم عليه وتشكل ابداعاتها المتعددة.
في فناء أحد المنازل البسيطة الكائنة بحي تل الهوا جنوب مدينة غزة، سيبهرك مجسم ضخم صنع من الرمل يظهر به بابا نويل يرحب في العام الجديد 2019، فصاحبة هذا المجسم لديها موهبة منذ الصغر، حين أبدعت في صناعة الألعاب التشكيلية الخاصة في الأطفال.
الفنانة الرملاوي تذهب في بعض الأوقات إلى شاطئ البحر بغزة، لتجسد من مزيج الماء والرمال، صورة حية، تحاكي واقع الفلسطينيين، وإرادتهم القوية، لترسم مجسمات ومنحوتات رملية للأسير القابع خلف القضبان، وصاحب المنزل المدمر المتشبث بحقه رغم هدمه.
رنا التي كبرت معها هذه الموهبة لتجسد الآن الواقع الفلسطيني من خلال المنحوتات الرملية، أخرجت طاقتها الابداعية أفكارا تارة باستخدام مادة الصلصال التي كانت تكلفتها عالية، وتارة باستخدام مادة الجبس الأقل تكلفة ثم نحو استخدام الرمل في تلك المنحوتات.
تقول رنا الرملاوي "هذه الموهبة بدأت في يوم ماطر، حيث كنت أنحت في الرمل وأشكل خطوط عشوائية ومنحنيات، لأجد أنني خرجت بمجسم لتمثال دون ملامح أو تفاصيل، من هذه الخطوة توجهت لنحت الأفكار والمشاعر وكان أول عمل لي هو تمثال لأخي المصاب في مسيرات العودة ".
وتتابع الفنانة التشكيلية وهي تجلس بجانب مجسم فني نحتته بيدها "إن موهبتي التي أمتلكها لا حدود لها، فأنا أتقن جميع فنون الرسم، ولكن النحت على الرمال كانت الموهبة الوحيدة التي نجحت من خلالها في تجسيد الواقع المعاش في غزة، وإيصال رسالة شعبي إلى العالم من خلالها".
وأضافت" العلاقة مع الرمل تتمثل في تجسيد مشاعري الدفينة، وترجمة جميع ما أملك من طاقات كامنة في داخلي، فالنحت هو صديقي الذي من خلاله أشكو إليه معاناة شعبي، وبواسطته أيضاً أصور مشاهد الأمل التي أشاهدها في عيون الأطفال وكل شرائح المجتمع".
يذكر أن الرملاوي لا تقوم بتشكيل مجسد قائم بذاته، وإنما هي تصنع تصاميم وأفكار متكاملة ذات هدف معين، ومن أهم أعمالها مجسد الأم الفلسطينية التي يظهر ورائها الشعب الفلسطيني يخرج من باطن الأرض، وأمامها القدس، وتحاول الرملاوي أن تجمع أكبر عدد من الصور والمنحوتات لإقامة معرض، كما تطمح لإقامة متحف فني في شوارع قطاع غزة يجسد القضية الفلسطينية ويبقى محفوظا في الذاكرة جيلًا بعد جيل.
وعن الصعوبات التي واجهت الرملاوي، فهي تتعلق بكون الرمل هش، وصعب التماسك، "من الصعب جدًا أن يتم التركيز على العمل الفني والفكرة التي أريد اخراجها، والسيطرة على العمل، الى جانب عدم توفر مادة الصلصال التي يمكن من خلالها المحافظة على المجسد لمدة أطول".
وختمت الرملاوي حديثها "إن الفنان الفلسطيني في قطاع غزة يصنع فنًا ويبدع رسمًا بأبسط الأدوات والمواد، وهذه رسالة يجب أن تصل للعالم، فالفنان الفلسطيني يحتاج الى حاضنة تحتضن موهبته وتطورها"
المصدر :
https://bit.ly/2Vupw3T