قبل أسبوع حققت ياسمين جمال زقوت من قطاع غزة إنجازاً مهما بعد أن تمكنت من إنجاز مشروع تعريب أكبر منصة عالمية لبرمجة تطبيقات الواقع الافتراضي والمعزز وهي منصة (Cospace edu) الألمانية.
وتعد هذه المنصة ألمانية المنشأ إحدى أهم الشركات التابعة لشركة مايكروسوفت العالمية وهي تختص بإنتاج مشاريع الواقع المعزز والافتراضي من حيث التصميم والبرمجة.
مميزات مهمة للباحثين
"زقوت" (26عاما) وفي حوار أجرته مع مراسل "وكالة سند للأنباء"، تقول إنَّ إنجازها تحقق بعد 4 شهور من التنفيذ وشهرين على التنقيح والتعديل البرمجي قبل أن يخرج للنور.
وبهذا الإنجاز الذي حققته "زقوت" فإن منصة Cospace الألمانية أصبحت الآن تنطق باللغة العربية؛ حيث سيسهل على المستخدمين العرب الدخول عليها والاستفادة منها ونشر أبحاثهم العلمية.
التفاعلية
وتقول "زقوت" إن إنجازها سيمكن المستخدمين من التعامل معها بسهولة ويسر، إذ أضافت التفاعلية للواقع المعزز؛ لأن التفاعلية قبل إنجاز التعريب كان صعباً على المستخدمين العرب؛ لأن لغة المنصة بالأساس إنجليزية.
وتشير إلى أن المنصة ستمكن المختصين والمعلمين والباحثين والمهتمين في مجال تكنولوجيا التعليم من الاستفادة من هذه المنصة أحسن استفادة بعد التعريب الذي حدث وسيعزز من التفاعلية.
ولا تنحصر الاستفادة من المشروع بالباحثين فقط، حيث بإمكان أيضاً الناس العاديين أن يدخلوا على المنصة ويروجوا لأفكارهم وقصصهم، ومشاريعهم؛ للتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم.
ومن المميزات في إطار ذلك أن المنصة لا تحظر أي فكرة من الأفكار المعروضة كما تفعل مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"وتويتر".
وتلفت إلى أن هذا التعريب أضاف خيارات جديدة في المنصة؛ مما يجعلها تتربع على عرش المنصات في هذا النوع، التي تعد حالياً رقم 1 عالمياً في إنتاج هذا النوع من التكنولوجيا.
صعوبات
منذ فترة وتعمل "زقوت" على هذه المنصة، حيث تبادر إلى ذهنها أن تتواصل مع المنصة من أجل تعريبها؛ بما سيكون له الأثر والنفع الكبير على الطلبة الذين يجدون صعوبة كبيرة في فهم اللغة الإنجليزية.
"زقوت" هي خريجة ماجستير من كلية التربية بالجامعة الإسلامية بغزة وتعمل حالياً محاضرة في مجال التعليم الإلكتروني، لكنها وجدت نفسها أنها تستغرق وقتاً كبيراً في شرح آليات التعامل مع المنصة ما دفعها بأن تعمل على تعريب المنصة خدمة للباحثين والطلاب.
قدمت السفيرة العديد من خطط التطوير للمنصة؛ حيث كان أول خطة تعريب المنصة لإثراء المحتوى العربي الإلكتروني، ما جعل المشروع يحظى بإعجاب مجلس إدارة المنصة الذين رشحوها لتكون الأولى عالمياً بين العشرات الذين نافسوها.
جهد متواصل
لكن تعريب المنصة لم يكن بالأمر السهل، حيث بذلت "زقوت" جهوداً مضاعفة وهي تتطلع على تعريب المنصات العالمية كيف حدثت من المختصين؟، ولا تخفي الباحثة أنها لم تكن تمتلك تصوراً كبيراً في البداية إلا النزر اليسير من الخبرة حول طبيعة تعريب مثل هذه المنصات.
تشير "زقوت" إلى أنها لاقت صعوبات عديدة أثناء عرض الفكرة على مجلس سفراء المنصة، أبرزها أنها لم تتلقى أي رد إيجابي أو سلبي من القائمين في أول الأمر، قبل أن ترسل إيميلاً آخر لمجلس إدارة المنصة الذي رحب بدوره بمثل هذه المشاريع.
ولاحقا تلقت الباحثة رسالة من المنصة تطلب منها البدء بعملية تعريب المنصة وأرسلت لها المحددات المطلوبة لإتمام عملية التعريب.
التعليم الإلكتروني
وفي ظل توجه مؤسسات التعليم العالي في فلسطين نحو التعليم الإلكتروني مؤخراً لاسيما بعد تفشي فايروس "كورونا" عالمياً أصرت ياسمين على أن تنجز هذا المشروع الريادي، كما تقول.
وساهم تعريب المنصة (Cospace edu) في مساعدة المحاضرين في الجامعات على الاستعانة بالألعاب وبرامج إلكترونية مساندة للتعليم التقليدي، خاصة بعد التحديثات التي طرأت على المنصة وعملية التعريب.
سفيرة المنصة
تطلق منصة (Cospace edu) منذ شهر يناير 2020 على الباحثة "زقوت" سفيرة المنصة في فلسطين، حيث استطاعت الفتاة الحصول على هذا اللقب بعد جهد جهيد بذلته، حيث قدمت سيرة ذاتية بأهم مشاريعها وإنجازاتها وطموحاتها، ما جعلها تحظى فيما يبدو بمكانة كبيرة لدى القائمين على المنصة.
وتبين أن الحصول على اللقب يخضع لاختبارات تفحص قدرات الباحثين الذين يتقدمون للحصول على لقلب "السفير"، وحتى ذلك الحين يظل الباحث ينتظر على أحر من الجمر الأخبار السارة.
تغيير الصورة النمطية
من الصعوبات التي واجهتها "زقوت" الصورة الموجودة لدى القائمين على المنصة بأن الفتيات بالمجتمع العربي غير قادرت على الإبداع وتقديم المشاريع الطموحة وأن تفكيرهم منحصر فقط في إنشاء وتربية الأولاد، وفقاً لسردها.
لكن الفتاة غيرت من هذه الصورة وأثبتت أن الفلسطينيات قادرات على أن يقدمن المشاريع الممتازة والتي يمكن أن تساهم في إثراء محتويات هذه المنصات، ما زاد من إعجاب رؤساء المنصة الذين تتشكل لديهم صورة أن السكان في غزة يعيشون عزلة عن العالم؛ بسبب الحصار المفروض.
التعرف على الثقافات
المنصة العالمية تتيح المجال لأعضاء المنصة فرصة التعرف على بعضهم البعض، حيث تقول إنها تمكنت من اختراق ثقافات الآخرين من خلال النقاش الذي كان يدور حول المشاريع والمبادرات.
وتنبه إلى أن صورة الفتاة الغزية تغيرت نحو الأفضل وأنها قادرة على صنع المستحيلات ومواجهة الصعاب رغم الظروف القاسية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بقطاع غزة المحاصر.
المرجع: سند للأنباء