الحوراني ، طفل يكرس وقته لخدمة الأطفال من جيله.
لم تعد الطفولة في زمننا الحاضر كلمة بسيطة، بل أصبحت كلمة تضع على صاحبها مسؤولية كبيرة، فالطفولة لم تعد كطفولة الماضي، هناك حيث كان أقصى طموحات الأطفال لعب كرة القدم في الحواري مع أصدقائهم، أو انتظارهم نهار كامل لمشاهدة برنامجهم المفضل اللذي يعرض مساءً، بل أصبحت اهتماماتهم تكنولوجية بحته كما هو حال الكبار اليوم ؛ فبكل تأكيد العيش في عصر التكنولوجيا وريادة الأعمال يختلف عن العيش في زمن البساطة والتواضع ويتطلب منا جميعاً اليوم امتلاك حس عالي من المسؤولية لنكون قادرين على الوقوف في وجه الثورة التكنولوجية التي نعيشها والذكاء الاصطناعي المحدث المقبل علينا .
وهذا ما التزم به الطفل زيد فؤاد الحوراني ابن الثلاثة عشر ربيعاً ، طالب الصف االثامن الذي عاصر مشاكل أبناء جيله فغدا صوتاً لهم وصورة عن طريق إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي هي الأولى من نوعها في ضم فيديوهات متنوعة ذات محتوى مفيد لتوعية الأطفال ، حيث حاول الحوراني من خلال صوته تغيير العادات السيئة في الأطفال والمجتمع من خلال الإمكانيات المتوفرة بين بيده والذي رأى أن أفضلهم لأكبر عدد من الأطفال هو استخدام التكنولوجيا وتحديداً مواقع التواصل الاجتماعي ليصل لأكبر عدد منهم، اذ أنه لم يعد هنالك شخص لا يستخدم هذه المواقع بمختلف اسمائها .
يقول والد الحوراني بأن زيد قد خرج بهذه الفكرة عندما كانوا ذات مرة بطريقهم لاحدى النزهات العائلية وإذ به يرى كمية قمامة كبيرة بالطريق للمكان المتجهيين اليه ، وعندما انتهوا من نزهتهم وفي طريق العودة رأى كيف أن هنالك أطفال يقومون برمي القمامة من نافذة مركباتهم وآخرين يقومون برمي سجاراتهم على الأزهار والأشجار فبدأ بسؤاله عن السبب وما الذي قاد هؤلاء الأشخاص بمختلف أعمارهم للمساهمة في عدم نظافة وطنهم وما الذي يقود المرء الى التدخين وهو في عمر صغير وغيره من الأسئلة عن العادات السلبية المنتشرة في المجتمع فبدأ والده هنا بالشرح له كيف أن هذه التصرفات تنبع من داخل الشخص نفسه وتعود لطريقة تربيته وأخلاقه وأنه يجب أن لا نرى شخص مخرب فنصبح مخربين كذلك لأن كل شخص يمثل نفسه فقط ، وهنا قال زيد بأنه يتمنى أن يصل لأكبر عدد من الأطفال ليخبرهم بمضار التصرفات السيئة في المجتمع في وقتنا الحالي وخطرها على المدى البعيد فأخبره والده بأننا في عصر التكنولوجيا وأنه يستطيع استغلال مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بهذا الأمر، وبالفعل بدء الحوراني باستغلال هذه المواقع وهو في عمر العاشرة فقط لتوعية الأطفال ، واليوم وبعد مرور عام أصبح على قناته في اليوتوب أكثر من 70 فيديو توعوي بمختلف المواضيع والمنتشرات ذاتهم على صفحته في الفيس بوك والانستجرام .
لاقت فيديوهات الحوراني تفاعل كبير جداً من الجمهور من مختلف الأعمار فأصبح لديه أكثر من 125 ألف متابع على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مما جعله أول طفل أردني يحصل على آلاف المتابعيين وأول طفل أردني يخرج بفكرة انشاء صفحة توعوية مخصصة للأطفال ..وقد وصلت مشاهدات فيديوهاته الى ما يتجاوز 15 ألف مشاهدة للفيديو الواحد على صفحته في الفيس بوك فقط مما جعل الحوراني يحصل على لقب فخري كسفير أطفال الأردن في المجتمع بعد لقاءه مع وزير الشباب السابق بشير الرواشدة لما يعمله من أجل الأطفال وللتغيير الفعلي الذي صنعه في حياتهم ولتشجيعه للناس في فيديوهاته على دعم الأطفال الأقل حظاً ليحققوا ما يتمنوه فالأطفال اذا وجدوا من يؤمن بهم وبامكانياتهم يصبحوا قادرين على صنع المعجزات وترك بصمة فعلية لهم في مجتمعاتهم .
لم يكتف الحوراني بصناعة الفيديوهات والحديث فقط عن أهمية دعم الأطفال بل انشئ كذلك ثلاث مبادرات مختلفة للآن من أجلهم ، كانت ابرزهم لمرضى السرطان حيث قام بتشجيع الناس على التبرع بالشعر المستهلك في صالونات الحلاقة وجمعه بعد قصه واهداءه لمستشفى الحسين للسرطان حيث هم يتصرفون به بعد ذلك ، عدا عن الافطارات الخيرية التي نظمها ومتبرعين للأطفال في شهر رمضان وأخذهم لرحلات مختلفة على مدن الألعاب الترفيهية ويقول الحوراني بأن سعادته الحقيقية تكمن في رؤيته للأطفال وهم سعداء ومبتسميين وغير مستسلمين للمرض أو للظروف ..
زيد يطمح لأن يصبح مبرمج مستقبلاً ، فهو يؤمن بأن البرمجة هي اللغة التي ستكون مستخدمة في المستقبل وبأننا بحاجه لدراسة مثل، هذه التخصصات لدخول مختلف الشركات العالمية واثبات للجميع بأن الشاب العربي قادر كغيره من الشباب بل أفضل ممن اتيحت لهم الفرص ، ويقول بأنه يتمنى أن يلتقي مع جميع الأطفال ليتبادل معهم الأفكار المختلفة التي ستقود وطننا لجعله أجمل فجميع الأطفال لديهم أفكار ابتكارية قادرة على حل الكثير من المشكلات ولكنهم بحاجة لمن يسمعهم فقط .