آية.. فنانة غزاوية تحيي مهارة أجدادها برسم شخصيات فلسطينية بالصوف
فرشاة، وألوان، وأوراق مخصصة للرسم.. تلك هي الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها الفنانون في إبداع لوحاتهم، إلا أن الأمر تغير كثيرا خلال الآونة الأخيرة، وأصبح لكل فنان أدوات خاصة به، ليترك بصمة مميزة ومختلفة عن الجميع، كالفنانة الفلسطينية آية أحمد المغاري (٢٢ عاما)، ابنة بلدة كرتيا (شمال شرق غزة)، التي أبدعت في رسم لوحات لشخصيات باستخدام فن الصوف، الذي ابتكرته بنفسها، دامجة عدة مواهب لديها، لتجسد أجمل اللوحات الفنية.
وتحدثت المغاري، المقيمة في مخيم البريج، بقطاع غزة ل"وكالة القدس للأنباء"، عن موهبتها، قائلة: إن "موهبتي بالرسم بشكل عام بدأت منذ صغري، وطورتها من خلال ورشات العمل والمشاركة بالمعارض، وبعدها انتقلت من الرسم الورقي لرسم اللوحات الفنية والجداريات والسيراميك والأخشاب"، مبينة أنها "استخدمت فن الصوف في مشروع "نسيج"، وهو مشروع استخدم فيه الصوف في صناعة السجاد ومكملات الديكور بطريقة ابتكارية، وأصبحت أدمج بين الغرزة العصرية والهوية الفلسطينية".
وأضافت: "بدأت الفكرة من حبي للخياطة والأعمال اليدوية، وفي فترة الحجر المنزلي بسبب وباء "كورونا" المستجد، أصبح لدي وقت فراغ كبير، استغليته في البحث عن شيء جديد، يكون ابتكاري ومصدر دخل لي في نفس الوقت، وخلال بحثي وجدت عمل صوف على الانترنت، وبدأت أتدرب وأعمل فيه"، موضحة أنها، "واجهت صعوبات بالتعلم، لأن مهارات الصوف بغزة محدودة جدا، غير ان الأدوات التي أعمل بها، أجد صعوبة في تأمينها، وتعلمت بفترة قصيرة لأن لدي خبرة ومهارة في الخياطة، بعدها تعمقت بالعمل أكثر، ووجدت أنه فن قابل للتجديد والابتكار".
وأشارت إلى أنها، "بدأت في رسم الشخصيات بالصوف، كانت البداية صعبة بسبب التفاصيل بالخيط، ولكن كوني أحترف الرسم، دمجت بين الموهبتين، ونبعت لدي فكرة رسم الشخصيات بالصوف من خلال مشروعي "نسيج"، لأحيي مهارة أجدادنا بإنتاج المشغولات اليدوية، مبينة أنها "بدأت برسم شخصية ناشطة إنسانية قديمة، اقتداء بشغفها وجمال تفاصيل وجهها، وبعدها عملت لوحة الفتاة الؤلؤة، وهي لوحة عالمية مشهورة جدا، وأصبحت بعدها برسم شخصيات لأشخاص من الأصحاب والأقارب بناء ع إعجابهم بعملي، وطلبهم لأرسم وجوههم بالصوف، ومن خلال تطويري لفن الصوف أصبح لدي شغف في دمج القضية الفلسطينية فرسمت أبو عمار، ومحمود درويش، كرموز فلسطينية"، مبينة أن "الأدوات التي أستخدمها في هذا الفن هي خيوط الصوف المتنوعة، والقماش، والأبر، وبعد انهاء الرسمة أضعها في برواز خشبي لتكون بمنظر لائق للعرض"، مشيرة إلى أن "كورونا من أكثر الأسباب التي جعلتني أوظف مهاراتي الفنية، لأنه سابقا لم يكن لدي الوقت الكافي لتطوير مهاراتي، بسبب انشغالي بدراستي في جامعة "فلسطين"، تخصص إدارة أعمال، لذلك استغليت فترة وجودي في المنزل، وبدأت برسم أحلامي بالصوف".
وعن التحديات والصعوبات التي واجهتها، قالت: "واجهتني في البداية مشكلة التدريب، لأنه بشكل كامل كان مبني على مهارات بسيطة لطريقة الصوف، وكان أيضا تدريبي ذاتيا، وواجهت صعوبة في تأمين المواد الخام، بالإضافة لتكلفتها العالية، كما أنني غير قادرة على توفير ورشة خاصة بي وبعملي، والمشكلة الكبيرة تكمن في انقطاع الكهرباء، لأن عملي بحاجة لإضاءة عالية، وانقطاع الكهرباء لفترة طويلة أثر على نظري، كوني استمريت في العمل بدقة على إضاءة خافتة"، وفي نهاية حديثها، بينت أن "أكبر طموح لدي أن أصبح مستقلة ماديا، لأنني كأي فتاة في غزة باحثة عن عمل، فطموحي أن يكون مشروعي عبارة عن ورشة أعمل فيها وأبيع منتجاتي الخاصة، وأقيم معارض لمنتوجاتي خارج قطاع غزة، وأن يصبح لدي إسم أرفع فيه رأس وطني عاليا".
11 كانون الثاني 2021 - 10:57 - منذ 3 ساعات