ترحل بصمت، تماماً كجيل كامل من المناضلين المغمورين في زمن الإرتجاف والنكران، فلم تحسب سنوات سجنها الطويلة من حكم المؤبد كرتبة عسكرية كالتي تزين ياقات الكثر، ولم تتم ترقيتها باحتساب سنوات نضالها وتعذيبها وحرمانها أو بدل فقدانها لإحدى عينيها في إحدى العمليات الفدائية، وبالطبع ليست من أصحاب الامتيازات ولا الحظوة ولا التسهيلات ولا الرواتب والتقاعد، فهي التي دافعت عن تاريخنا طويلاً، تماماً كما علمته لأجيال وأجيال، عاشت حياتها بعد التحرر بعصامية وربت ابنتها بكل حب، وترحل عنا اليوم بلا مانشيتات أو جنازة عسكرية أو حتى نعي تعج فيه الصحف، مدرستنا للتاريخ والجغرافيا في مدرسة لاتين الطيبة فريال قرط، تودع عالمنا متأثرة بإصابتها بفايروس كورونا.
المناضلة والمعلمة فريال قرط حُكمت بالمؤبد بعد مشاركتها بعدة عمليات فدائية، وفقدت إحدى عينيها، وتعرضت للتعذيب في سجون الاحتلال، وتحررت من الأسر، وقد علمت عدة أجيال في القدس المحتلة، وأجيال أخرى في قرية الطيبة شرق رام الله.
لروحك الرحمة ولابنتك وعائلتك الصبر وحسن العزاء