"حلمي إني أكبر وأصير شيف مشهور قد الدنيا"، رغم صغر سنه إلا أن مرض الطفل محمود أبو ندى لم يوقف إصراره وعزيمته في الحياة، وتحقيق حلمه بأن يكون أصغر شيف في فلسطين.
اعتمد أبو ندى (12 عاماً) على نفسه، حيث إنه بعمر (9) سنوات كان يجلس عادةً على موقع "يوتيوب" ويتعلم بعض الأكلات الشرقية والغربية إلى أن تفنن بالطبخ، وأصبح يضيف على وصفات الأكل ويعدل عليها حتى يصنعها بطريقته الخاصة.
فكان يومياً يحضر الطعام لعائلته، وعندما يستيقظون من النوم يجدون السفرة مليئة بالأكلات الشهية من صنع يديه، حينها بدأ محمود يضع الفكرة في رأسه ما دفع والده إلى تفصيل زي شيف خاص به.
أوضح محمود لـ "أمد للإعلام"، أنه تعرّف على مؤسسة بسمة أمل التي بدورها عرفته على مؤسسة فرسان العرب الذين نظموا لقاء خاصاً في مطعم أوريجانو -أحد أشهر المطاعم في قطاع غزة- من أجل توزيع ملابس العيد، عندها ارتدى زي الشيف الخاص به وأراد التعرف على المطبخ، من ثم طلب من إدارة المطعم أن يحصل على فرصة لتنمية موهبته في الطبخ.
وأشار محمود، إلى أنهم وضعوه تحت الاختبار في معظم مهارات المطبخ إلى أن وجوده يتقن بعضها، ما دفعهم للموافقة على العمل معهم من أجل تطوير موهبته ومساعدته للوصول إلى حلمه.
استفادته من خبرة زملائه في المطعم، وصلت به إلى تمكنه من تحضير بعض الطلبات "أوردر" للزبائن وتقدميها لهم على طاولتهم الخاصة، وإذ الفرحة ترتسم على وجوههم عند رؤيتهم أن طفلاً صغيراً من يقوم بتحضير مثل هذه الوجبات.
من جهته، قال والد محمود لـ "أمد للإعلام": "كان محمود يتعلم من عمّه طهي بعض الأكلات، هذا ما زاد من تميزه في الطبخ وإصراره على تعلم المهنة بشكل دقيق".
وبيّن أن إصابته بمرض سرطان الدم لم يؤثر على نفسيته سلباً، بل إن تحصيله العلمي مميز على الرغم من عدم مداومته بشكل مستمر في المدرسة، كما أنه زاده إصراراً على التعمق في مجال الطبخ، والحصول على فرصة تدريب في أحد المطاعم بغزة لتطوير موهبته واكتساب خبرات جديدة.
بدوره، قال شيف مطعم أوريجانو لـ "أمد للإعلام": "بعد أن تقدم لنا محمود بطلب تدريب في المطعم، أخضعناه لاختبار تجربة حاسة الشم لديه وبدأنا بالبهارات حيث ميّز كافة أنواعها".
وأوضح أنه تم تخصيص ساعات عمل معينة لمحمود داخل المطبخ، وبدأنا بتعليمه وتدريبه تدريجياً على كافة المهارات وآليات العمل بشكل موسع، منها كيفية التعامل مع أدوات المطبخ والنار والفرن، إلى جانب التعامل مع اللحوم والخضرة وكيفية تخزينها.
وأكد الشيف على استمرارية تبنّيهم لموهبة محمود وتدريبه، نظراً لأن ما يميزه عن غيره سرعة استيعابه وتطبيق ما تعلمه خلال وقت محدود، لافتاً إلى أنه بعد فترة قليلة من التدريب سيتقن العمل تماماً ومن الممكن أن يصبح أفضل شيف في سن صغير.
من جانبه، تمنّى محمود السفر والمشاركة في مسابقات عربية أو دولية خارج قطاع غزة، حتى يعرف العالم أجمع أنه رغم المرض والألم إلا أن هناك قدرة على الإبداع، مضيفاً: "أوصل رسالتي لجميع الناس أن يدعموني في مسيرتي حتى أستطيع السفر وأحقق حلمي".
المصدر: أمد - غزة