بعد 16 عامًا من العطاء في سلك التعليم، اختارت مؤسسة أمريكية المعلمة الفلسطينية رنا زيادة ضمن 60 امرأة ملهمة حول العالم.
وتشعر معلمة الرياضيات في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات بمدينة غزة، بالفخر بالإنجاز الذي حققته في مسيرتها التعليمية، والذي توج هذه الأيام باختيارها من قبل مؤسسة المرأة العالمية في الولايات المتحدة ضمن 60 امرأة ملهمة حول العالم.
وسبق أن فازت رنا، الحاصلة على درجة الماجستير في مناهج وطرق تدريس الرياضيات، بالعديد من الجوائز المحلية والدولية، إلاّ أن الفوز الجديد له وقع مختلف وفق تأكيدها لـ"العين الإخبارية".
ونالت رنا عام 2015 جائزة دولة فلسطين للإبداع والبحث التربوي، وحصدت المركز الأول من مسابقة إلهام فلسطين لنفس العام، وفازت بمسابقة "مبادرتي" التي أطلقتها وزارة التعليم بغزة لعام 2017.
كما فازت بلقب المعلم الأول على مستوى فلسطين عام 2017 في مسابقات وزارة التربية والتعليم، وفازت ضمن أفضل 50 معلماً عبر العالم خلال عام 2019 في تصفيات مؤسسة فاركي العالمية وهي المؤسسة الشريكة لليونسكو، وفازت بجائزة مؤسسة التعاون الدولية (جائزة منير الكالوتي للمعلم المتميز) على مستوى فلسطين للعام 2019.
وقالت: "هذا الفوز مختلف عن فوزي في عدة محطات لأنه تم اختياري مع 60 امرأة لقصص ملهمة"، مشيرة إلى أن الـ60 امرأة عبارة عن 60 قصة متنوعة لسيدات من العالم بينهن ريئستين لدولتين، وعضو بمنظمة الامم المتحدة للمرأة، ورائدة فضاء، وحفيدة نيلسون مانديلا.
وأشارت إلى أن المؤسسة التي اختارتها كانت تراقب بصمت العديد من النساء الفاعلات حول العالم، وتابعوا أعمالها في مجال التعليم الذي أعمل فيه منذ 16 عاما عن حب وشغف .
والمعلمة رنا زيادة (40 عاما) لديها 4 من الأبناء أكبرهم يدرس سنة أولى طب في جامعة الأزهر بغزة.
رنا، لم تقبل أن تمارس مهنة التعليم بشكلها التقليدي، بل تميزت بوسائلها التجديدية، وفي الآونة الأخيرة توجهت لتمكين الفتيات نحو التعليم في غزة بالذات بعدما لاحظت تسرب الفتيات من التعليم جراء الحروب وكورونا والعادات والتقاليد.
تجربة رنا خلال أزمة كورونا لا سيما خلال مارس/آذار، وأبريل/نيسان الماضيين، خلال توقف المدارس في غزة، كانت أحد الأسباب القوية لاختيارها ملهمة.
وتوضح أنها بادرت بمشروع تبنت خلاله تزويد 50 طفلا بأوراق العمل ليستمروا في التعليم أسوة بأقرانهم، مبينة أنها أخذت لهذه المهمة عددا من طالباتها من الثانوية وكانت الطالبات يتابعن الأطفال في البيوت .
وقالت: "هنا تجسد دور الفتاة في أن تكون عضوا فاعلا في المجتمع وتمت مهمتنا بنجاح كبير"، مشيرة إلى أن العديد من المواقع الإلكترونية للمؤسسات نقلوا تجربتها ومنها مواقع للأونروا، ولفت ذلك الانتباه المؤسسة التي اختارتها ضمن أبرز ملهمات العالم.
وتشير إلى أنها تقاجأت قبل أيام برسالة المؤسسة تخبرها باختيارها ضمن 60 امرأة ملهمة حول العالم.
وما عزز اختيار رنا، مبادراتها العديدة وتحقيق إنجازات منها: ابتكار تطبيق أسلوب تدريسي نوعي وهو أسلوب الرحلات المعرفية web quist في تعليم الرياضيات لطالبات المرحلة الثانوية، وتصميم موقع إلكتروني تفاعلي مستفيدة من خدمة googlesites، ويحتوي الموقع على صفحات مدرج فيها روابط تعليمية إثرائية متنوعة، حيث تقوم بالتفاعل مع الطلبة من خلال هذا الموقع في وضع المعلومات والشرح إضافة إلى الأسئلة والاختبارات، كما تستثمر الصفوف الافتراضية والتعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني بشكل فاعل.
وشددت أن هذا الاختيار يجب أن يكون حافزا لكل الفلسطينيات لأن يؤمن بدورهن في أن يكن في المقدمة والقيادة .
وقالت: "نريد أن نمكن الفتاة الفلسطينية لتأخذ دورها الحقيقي فهي متقدمة في كل الصفوف".
تحمد "رنا" الله الذي أكرمها بأكثر من لقب، وتقول: "تأتي كل الألقاب لأنني لا أتبع خطا واحدا في العمل التربوي، وإنما أبحث عما يناسب المتغيرات الكثيرة التي تصادفنا في طريق التعليم؛ فمثلا التعليم قبل كورونا لا يشبه التعليم بعد كورونا لذلك مطلوب التكيف مع المتغير الجديد".
وأضافت: "عملي ينبع من حبي لمهنة التعليم التي ورثتها عن والدي، الذي كان معلما في الجزائر، ورأيت كيف يحترم الطلبة هناك معلمهم، وهو ليس من ذات الشعب فكان أبي مثلي الأعلى".
المصدر: العين الاخبارية