عن محاورة "الساعات والجدران": طالبة الطب سجى جمال تصدر روايتها الأولى عن الدار الأهلية
"لم تكن سجى قد تجاوزت عامها الخامس عشر وهي تخوض تلك المغامرة السرديّة، التي تحاور الزمن والموت برشاقة تعبّر عن شغف فطري بالسرد وتورط مبكر -دون تناصات كبرى- بسؤال الوجود الذي يخرج معقدًا رغم تداعيات السرد وعفويته".
أستاذ الإعلام والروائي د. وليد الشرفا.
أصدرت الطالبة في كلية الطب البشري في جامعة القدس سجى جمال روايتها الأولى بعنوان "الساعات والجدران" عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع.
وتتحدث الرواية، بحسب جمال، عن شاب في منتصف العشرينات يعيش وحيدًا بين تقلبات مزاجه وأيامه وصراعه مع الحياة، تبدأ الرواية بحديثه اللانهائي مع الرسالة المجهولة التي لا يعرف أحد مرسلها أو كاتبها، ثم ترسلنا النصوص معه إلى منزله لنشتم رائحة قهوته ونستشعر همومه ومشاعره الجياشة، ولنسمع صوت دقات ساعاته الكثيرة والتالفة ومئات الساعات المتكسرة، آملاً أن يكسر وقته ويوقفه.
وأشارت جمال إلى أنها بدأت كتابة هذه الرواية في عمر الرابع عشر، وأنهتها في الخامس عشر على مذكرة هاتفها، بحيث كانت الرواية سبب دخولها كلية الطب واختيار هذا التخصص الذي يعني لها "روايتها"، والنصف الأخير من أحداثها.
وتابعت "كان الفصل الأخير من رواية هزيمة الشاطر حسن للكاتب أكرم هنية هو دافعي الثاني وملهمي في توسيع آفاقي في الكتابة ونسج الأحداث بشكلٍ أوضح في مخيلتي، إذ أنني كتبتها في عمر صغير ونستطيع القول إنه في عمر المراهقة، وبالتالي كان لها دور كبير في صقل شخصيتي وتغيير أفكاري.. الرواية أخذت كل وقتي ومشاعري وأنا أحيك خيوطها، وأستطيع القول أنها كانت الرفيق والصاحب في فترة من الفترات".
وعن بطل روايتها وتسميتها بيّنت "لن ننسى محادثاته الصعبة مع نفسه، كشاب يحاول العيش ويفتقد أمه وعائلته، ويواصل حياته يومًا بعد يوم حتى تصله رسالة صديقه، ليجده ساعي البريد ملقى على الأرض.. صفحة بعد صفحة سنرى كيف سيتخلص بطلنا من بؤس عيشه. أما تسمية الرواية فكانت لأن الجدران موطن ساعاته المؤقت وموطنه الدائم، والساعات هي الرفيق المكسور في الغرفة البعيدة".