الدكتور سليمان أبوغُوْشْ ، أحد أبرز الشخصيات الكويتية في التربية والفكر والعمل الدبلوماسي.
وُلد في مدينة يافا عام 1909، في أسرةٍ عربية عريقة، تمتد جذورها إلى قبيلة شمّر الطائية.
وحضر إلى الكويت ضمن أوائل بعثات المعلمين الفلسطينيين سنة 1938 ، والتي ضمّت كلاً من الأستاذ إبرهيم عيد وأخوه الأستاذ .خالد عيد
نشأ في شرق الكويت، قُرب الْمَقْوَعْ الشرقي، في بيت طيني متواضع كحال الكويتيين في فترة ما قبل النفط.
كان من أوائل المدرسين في المدرسة المباركية، حيث درّس اللغة العربية والحساب واللغة الإنجليزية، جامعًا بين روح الأصالة وحداثة المناهج.
تدرج في السلك التربوي حتى تولى إدارة عدد من المدارس الكبرى في الكويت مثل المدرسة الشرقية، والقِبْلِيّة، ومدرسة قتيبة، وكان له الدور البارز في إعداد المناهج الدراسية الوطنية، إيمانًا منه بأن التعليم هو حجر الأساس لبناء الإنسان الكويتي الحر الواعي.
تَتلمَذَ على يديه نخبة من قادة الكويت وأمرائها، ومنهم المغفور لهم: الشيخ جابر الأحمد، والشيخ سعد العبدالله، والشيخ صباح الأحمد،
كما تخرّج على يده كثير من رجالات الكويت كالدكتور صالح
العجيري، والشاعر أحمد العَدواني، والدكتور أحمد الخطيب، وغيرهم من رُوّاد الثقافة والعلم.
وفي عام 1953، أَوفدته دائرة المعارف إلى كَراتشي في باكستان، حيث أَسس المدرسة العربيةَ هناك، لتكون أولى خطوات التعليم الكويتي خارج الحدود. ولاحقًا، أُوفد مجددًا إلى الإمارات العربية، فأسس أكثر من سبع مدارس في دبي والشارقة والعين، ممثلًا للكويت في واحدة من أنبل صور الدبلوماسية الثقافية.
تَركَ بصمة في ميادين الثقافة والمعرفة عبر نشر المقالات في مجالات التربية والطفل والمجتمع، مساهمًا بقلمه في رسم ملامح الفكر التربوي الحديث في الكويت.
حصل على درجة الماجستير في علم النفس عام 1968، ثم نال الدكتورا في الفلسفة عام 1973، ليواصل مسيرته العلمية ويعمق رؤيته الفكرية.
وبعد استقلال الكويت، التحق بالسلك الدبلوماسي، وكان من أوائل المستشارين الذين افتتحوا سفارات الكويت في الأردن، والهند، وباكستان، وزائير، مؤدّيًا رسالته بإخلاص، ورافعًا اسم الكويت
عاليًا.
كان عاشقاً للغة العربية، فألّف كتابًا فريدًا بعنوان “عشرة آلاف كلمة إنجليزية من أصلٍ عربي”. وأهداه إلى الكويت وتلاميذه بعباراتٍ مليئة بالعرفان.
وفي الثلاثين من سبتمبر عام 1977، توفي الدكتور سليمان أبوغوْش في المملكة المتحدة، و عاد جثمانه إلى أرض الكويت، واحتضنه ثرى الكويت التي أحبّها وخدمها بكل صدقٍ وإخلاص.
خلّدت وزارة التربية اسمه على إحدى مدارسها الحديثة في محافظة العاصمة، ليبقى اسمه حيًّا في ذاكرة الأجيال.
رحم الله الدكتور سليمان أبوغُوْشْ ، المربي الصادق، والمفكر النبيل، والدبلوماسي القدير… رجلٌ عاش كبيرًا، ومضى عزيزًا، وبقي أثره ناطقا بما قدم من عطاء.