المهندسة الفنانة لينا أبو جرادة قضت السنوات العشر الماضية في محاولةٍ لرواية القضية الفلسطينية ومعاناة الشرق الأوسط باستخدام وسائل الفن المختلفة، سواء من خلال إنشاء مقاطع فيديو حائزة على جوائز عالمية، رسومات (كاريكاتيرات) جدلية بالإضافة إلى لوحات جدارية اجتماعية. وقد أسست كذلك مبادرة "ArchiSmile " الاجتماعية؛ والتي كانت تعمل على مدار السنوات الخمس الماضية على تفعيل المشاركة الشبابية من خلال الفن خاصة في المناطق الأقل حظا والمجتمعات الفقيرة. وقد وصلت هذه المبادرة إلى ما يقارب 7000 أطفال من خلال فعاليات مجتمعية لتصميم وتنفيذ لوحات جدارية تحمل رسائل هادفة، بالإضافة إلى وصولهم لنهائيات العديد من المسابقات المحلية، ومن آخر إنجازات الفريق مشاركته في القمة العالمية للحكومات 2019 المقامة في دبي. بدأت لينا توجهاتها كناشطة عندما انتقلت من الولايات المتحدة الأمريكية للعيش في الأردن كطالبة في المرحلة الثانوية وقابلت جدها للمرة الأولى، حيث سمعت قصصه عن الحياة في يافا، التي اضطر الرحيل منها عام 1948. لينا الآن عضو في مركز راجع للعمل الوطني؛ وهو من المنظمات الرئيسية التي تُنادي بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وقد قامت بتمثيله في المؤتمر الإفتراضي الأول لفلسطينيي الخارج لدعم القدس بداية عام 2018. وكذلك كان لها الشرف باستضافة فعالية تضم الناشط السويدي بنجامين لادرا في العام ذاته. تتشكل أعمالها الفنية من خلال الدمج بين الفن والإعلام والشعر لرواية القضية الفلسطينية وقد عُرضت في العديد من الفعاليات والأنشطة والمعارض ومنهم كان مؤتمر فلسطينيي الخارج في اسطنبول - تركيا، وكذلك معرض "المرأة الفلسطينية؛ مقاومة من وراء الجدران" في الأرجنتين، وغيرها من الفعاليات والأنشطة في تونس و الولايات المتحدة الأمريكية والأردن. وقد استخدم عملها الفني " ألوان الإنتفاضة" وهو عبارة عن فيديو متكامل يروي حكاية الإنتفاضة برسومات تجريدية والقصيدة التي تحاكيها استخدم كمقدمة لمهرجان بلفاست للفن الفلسطيني، وقد وصل الى ما يزيد عن 150 ألف مشاهدة على صفحتها الفنية في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وتم ترجمته الى أربع لغات أخرى. وأحد أفلامها القصيرة الأخرى " أنا.. بلا حدود" فاز في مسابقة ( Plural + ) للأفلام القصيرة و حملة ( IAAM ) وتم عرضه في المقر الرئيسي للأمم المتحدة. ويتم عرضه في المناهج الدراسية في مختلف أنحاء العالم. وكذلك فازت في مسابقات للشعر المحكي على المستوى الوطني؛ من خلال قصائدها التي تحمل قصص اللجوء والحرب. وفي الوقت الحالي يتجه تركيز لينا نحو انتاج كاريكاتيرات سياسية للتفاعل مع الأحداث من حولنا و من أكثرها شهرة اللوحة التي جاءت كاستجابة لمنع رفع الأذان في القدس والمدن الفلسطينية الأخرى وقد وصلت اللوحة لما يزيد عن 3 ملايين شخص ولاقت تفاعلا هائلا. تحلم لينا باليوم الذي تزور فيه فلسطين وتأمل بأن تكون أعمالها مصدر إلهام للآخرين لدعم القضية الفلسطينية وقضايا الإنسانية بشكل عام.